عن الكتابة للتلفزيون والسينما

كيف تكتب نصاً تلفزيونياً أو لوحات ناقدة ساخرة وذات مغزى فكري بشكل إبداعي
فن كتابة السيناريو والحوار التلفزيوني والسينمائي

... المرحلة الأولى ...

1. شروط الكاتب التلفزيوني
2. تعريف السيناريو
3. كيف نكتب نصاً تلفزيونياً مليء بالتشويق والحبكة المقنعة
4. كيف نحكم على السيناريو بأنه أكاديمي مكتمل العناصر والشروط
5. كيف نكتب لوحات ناقدة ساخرة ذات مغزى فكري بشكل إبداعي
6. أنواع اللقطات التلفزيونية

مقدمة:

كثر الحديث مؤخراً في الأوساط الفنية عن ندرة النصوص الدرامية التلفزيونية، أن هناك قلّة في النصوص الجديدة وبالتالي قلّة في الكُتّاب الجيدين.
هذه شكوى أهل الفن وشماعتهم وحجتهم عندما لا يتألقون ولا يبدعون، وفي ندرة النصوص والكتاب يتوجهون ... هذا أولاً.
ومن أجل المحافظة على مكتسبات الدراما التلفزيونية السورية والذي تشهد عليه القنوات الفضائية المرئية وكذلك الجوائز الذهبية التي تحصل عليها أعمالنا من قبل لجان تحكيم المهرجانات العربية التي تقام منافساتها سنوياً ... وهذا ثانياً.
من هنا كان عليّ ككاتب أن أهيئ كتاب من جيل الشباب قادرين على حمل القلم ومواجهة الورق دون خوف لِسَد ذريعة أهل الفن، ولنجعل من النُدرة كَثرة ومِن الصفحةِ نصاً وكتاباً، ولنحافظ على بساط التفوق قبل أن يسحب بعد أن تربعنا عليه منذ ما يقارب العشر سنين وتحديداً عندما عُرِضَ المسلسل التلفزيوني الشهير (نِهاية رَجُل شُجاع) الذي أحدَثَ انقلاباً في الدراما التلفزيونية، مروراً بأعمال الفنتازيا التاريخية، وأخيراً بالأعمال الكوميدية والاجتماعية.

تمهيد:

لايمكننا أن نخوض في عوالم السيناريو دون الرجوع إلى البدايات وإلى مراحل التكون والجذور الأولى ... فقد كان لأمريكا دور الريادة ... فهي كانت السباقة إلى هذا العالم من خلال سيناريو الفلم الناطق، إذ استطاع الكُتّاب الأمريكيون من أمثال (سيتون ملير)، (شارون ليدرز)، (جول فورغان) و (هواكس) ... الذين اخترعوا الصياغة الدرامية الأولى الصرفة القائمة في البداية على الارتجال للحركات والإيقاعات والحوارات وتطورت أدواتهم بالتدريج.
وكان سيناريو الفلم الصامت النسخة الأولية للسيناريو .. ومنها .. ومن أرضيتها انطلقوا إلى منظومة سيناريو الفلم الناطق. تعزز منطق الفعل الدرامي وأصبح هناك تعبير درامي صرف قائم على البناء والحبكة وعلى سرعة الإيقاع ودلالة الحوار، وعلى حقيقة الموقف ورسم الشخصيات، وعلى تطور الفعل من السكون إلى الحركة، وتم بروز تداخلات فنية من تداخل الوقائع ودرمنة الضجيج والحركة والمشهد.
وطبعاً لا يمكننا أن ننكر الدور الفرنسي في عالم السيناريو والذي وضع لمسته الأولى ... فدرسوا السيناريو الأمريكي وطوَّروا عليه، أبدعوا وأضافوا ولم يتقوقعوا ... بل اهتموا بالتجديد وتحركوا بِتَحَدٍ كبير ليرسموا سيناريوهات وأشكالاً سردية جديدة وقد تفننوا في كتابة السيناريو وأحدثوا ضجة حقيقية إذ اهتموا بالسرد أكثر من الحوار وهاجموا كتابة الحوار واعتبروها عنصراً طفيلياً يصلح للقصة والرواية أكثر من السيناريو في فرنسا في تلك الحقبة فرفضوا نوعاً من الدكتاتورية في كتابة النص إذ اهتموا باشكل على حساب المضمون.
وقد شذ بعض الكتاب عن القاعدة ... أمثال (هنري فيكتور) و (جان لن بوتيه) التي حاربت الدكتاتورية في كتابة السيناريو.
إلا أن ... يظن البعض أنه مصطلح أمريكي باعتبارهم المؤسسين لكن الحقيقة تقول غير هذا، لمصطلح إيطالي scenario وهي مشتقة بدورها من اللفظ اللاتيني sceunarium وهي تعني (المشهد المسرحي) أو الفضاء المشهدي ... وقد ظهرت هذه الكلمة في نهاية القرن السادس عشر للميلاد، وقد عد بعض النقاد في عالم السيناريو scenario القصد منها (الديكور). ومؤخراً منهم من قال إنه نص التصوير.